هزّ الرآيه ثلاثاً ، فأعطاها إياه ، فجاء عليّ بصفيه بنت حیی.
قال ابن عبّاس : ثمّ بعث رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم فلاناً بسوره التوبه فبعث عليّاً خلفه ، فأخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلّا رجل هو مني وأنا منه.
قال ابن عبّاس : وقال النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم لبني عمّه : أیّكم يوالیني في الدنيا والآخره؟ قال : وعليّ جالس معه ، فأبوا ، فقال عليّ : أنا أُوإليك في الدنيا والآخره ، قال : أنت وليی في الدنيا والآخره ، قال فتركه ، ثمّ قال : أیّكم يوالیني في الدنيا والآخره؟ فأبوا ، وقال عليّ : أنا أُوإليك في الدنيا والآخره ، فقال لعليّ : أنت وليی في الدنيا والآخره.
قال ابن عبّاس : وكان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خدیجه.
قال : وأخذ رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ثوبه ، فوضعه علی عليّ وفاطمة وحسن وحسين ، وقال : (إِنَّمٰا يريد اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت وَيطَهِّرَكمْ تَطْهِيراً) (١).
قال : وشری عليّ نفسه فلبس ثوب النبيّ ، ثمّ نام مكانه وكان المشركون يرمونه.
إلی أن قال : وخرج رسول اللّٰه في غزوه تبوك وخرج الناس معه ، فقال له عليّ : أخرج معك؟ فقال صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : لا. فبكی عليّ ، فقال له رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : أما ترضي أن تكون مني بمنزله هارون من موسی ، إلّا أنّه ليس بعدي نبيّ ، إنّه لا ينبغی أن أذهب إلّا وأنت خليفتی.
وقال له رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ومؤمنه.
__________________
(١) سوره الأحزاب ٣٣ : ٣٣.