قال ابن عبّاس : وسدّ رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم أبواب المسجد غير باب عليّ ، فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال : وقال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : من كنت مولاه فإنّ مولاه عليّ ...الحديث ..
قال الحاكم بعد إخراجه : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقه».
قلت :
وأخرجه الذهبي في تلخيصه ، ثمّ قال : صحيح.
ولا يخفي ما فيه من الأدلّه القاطعه والبراهین الساطعه علی أنّ عليّاً ولي عهده وخليفته من بعده ، ألا تری كيف جعله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم وليّه في الدنيا والآخره ، آثره بذلك علی سائر أرحامه؟! (١)
أقول :
وهذا الحديث أيضاً من أقوی الأدلّه علی إمامه أمير المؤمنين وخلافته العامّه بعد رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، لأنّ ابن عبّاس ذكر هذه المناقب في مقام البحث والتحدّی مع خصوم الإمام عليه السلام ، هذا من جههٍ ..
ومن جهه أُخری ، فهو يصرّح بأنّ هذه الفضائل «لیست لأحدٍ غيره» (٢).
فدلالته تامّه بلا إشكال.
__________________
(١) المراجعات : ١١٦ ـ ١١٧.
(٢) المستدرك ـ للحاكم ـ وتلخيصه ـ للذهبی ـ ٣ : ١٣٢.