ومن هنا لم يناقش ابن تيميّة في هذا الحديث من هذه الناحية ، فحاول أن يجیب عن الاستدلال به بالطعن في سنده ومتنه ، فقال :
«إنّ هذا الحديث ليس مسنداً ، بل هو مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون ؛ لأنّه أسلم علی يد معاذ بن جبل ولم يلقَ النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم.
وفيه ألفاظ هی كذب علی رسول اللّٰه ، كقوله : لا ينبغی أن أذهب إلّا وأنت خليفتی ....
وكذلك قوله : وسدّ الأبواب كلّها إلّا باب عليّ ؛ فإنّ هذا ممّا وضعته الشيعه علی طريق المقابله ..
ومثل قوله : أنت وليی في كلّ مؤمن من بعدي ؛ فإنّ هذا موضوع باتّفاق أهل المعرفة بالحديث» (١).
أقول :
هذا الحديث رواه بالسند نفسه كبار الأئمّة في شتّی الكتب ، فمنهم من ذكره كلّه ومنهم من ذكر جزءاً منه ، ولم نجد من أحدٍ منهم طعناً في سنده لا بالإرسال ولا بغيره ، لوضوح أنّ عمرو بن ميمون يروی القصّه عن ابن عبّاس ، وابن عبّاس روی تلك الفضائل في مجلسٍ واحدٍ عن رسول اللّٰه ـ وقد سمعها منه في وقائع مختلفه ـ مذكراً بها من تكلّم في أمير المؤمنين عليه السلام حتّی ينتهی عمّا يقول ، فأین الإرسال؟!
__________________
(١) منهاج السُنّة ٥ : ٣٦.