أهل السوابق والحجی ، ولها المكانه من رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، بسابقتها وإخلاصها ونصحها ، وحسن بلائها ، وكان النبيّ يزورها ويحدّثها في بيتها ، فقال لها في بعض الأيام : يا أُمّ سليم! إنّ عليّاً لحمه من لحمی ، ودمه من دمی ، وهو مني بمنزله هارون من موسی (١).
وقد لا يخفي عليك إنّ هذا الحديث كان اقتضاباً من رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، غير مسبّب عن شيء إلّا البلاغ والنصح للّٰه تعالی في بيان منزله ولي عهده والقائم مقامه من بعده ، فلا يمكن أن يكون مخصّصاً بغزوه تبوك.
* ومثله الحديث الوارد في قضیه بنت حمزه حين اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد ، فقال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : يا عليّ! أنت مني بمنزله هارون ...الحديث (٢).
* وكذا الحديث الوارد يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيده بن الجرّاح عند
__________________
نائم ، فقدّمت له الطعام فتعشّی ، ثمّ تزيّنت له وتطیّبت ، فنام معها وأصاب منها ، فلمّا أصبح قالت له : احتسب ولدك ، فذكر أبو طلحة قصّتها لرسول اللّٰه ، فقال : بارك اللّٰه لكما في ليلتكما. قالت : ودعا لي صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، حتّی ما أريد زياده. وعلقت في تلك الليله بعبد اللّٰه بن أبي طلحة فبارك اللّٰه فيه ، وهو والد إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة الفقيه وإخوته ، وكانوا عشره كلّهم من حمله العلم. وكانت أُمّ سليم تغزو مع النبيّ ، وكان معها يوم أُحد خنجر لتقبر به بطن من دنا إليها من المشركين ، وكانت من أحسن النساء بلاءً في الإسلام ، ولا أعرف امرأه سواها كان النبيّ يزورها في بيتها فتتحفه. وكانت مستبصره بشأن عترته ، عارفه بحقّهم عليهم السلام.
(١) هذا الحديث ـ أعني حديث أُمّ سليم ـ هو الحديث ٣٢٩٣٦ من أحاديث الكنز ، في ص ٦٠٧ من جزئه الحادی عشر ، وهو موجود في منتخب الكنز أيضاً ، فراجع السطر الأخير من هامش ص ٣١ من الجزء الخامس من مسند أحمد ، تجده بلفظه.
(٢) أخرجه الإمام النسائي ص ١٠٦ و ٢٦٥ من الخصائص العلويه.