* ألا تراه كيف أبي أن تكون أسماء بني عليّ إلّا كأسماء بني هارون ، فسمّاهم حسناً وحسيناً ومُحسناً ؛ وقال (١) : إنّما سمّیتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبیر ومشبر ؛ أراد بهذا تأكید المشابهه بين الهارونین ، وتعمیم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون.
* ولهذه الغآيه نفسها قد اتّخذ عليّاً أخاه ، وآثره بذلك علی من سواه ، تحقيقاً لعموم الشبه بين منازل الهارونین من أخویهما ، وحرصاً علی أن لا يكون ثمّه من فارق بينهما ، وقد آخی بين أصحابه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم مرّتین ـ كما سمعت ـ ، فكان أبو بكر وعمر في المرّه الأُولي أخوین ، وعثمان وعبد الرحمن بن عوف أخوین وكان في المره الثانية أبو بكر وخارجه بن زيد أخوین ، وعمر وعتبان بن مالك أخوین ، أمّا عليّ فكان في كلتا المرّتین أخا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ـ كما علمت ـ ..
ومقامنا يضيق علی استقصاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابته بطرقها الصحيحه عن كلّ من ابن عبّاس ، وابن عمر ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن أبي أوفي ، وأنس بن مالك ، وحذيفه بن اليمان ، ومخدوج بن يزيد ، وعمر بن الخطّاب ، والبراء بن عازب ، وعليّ بن أبي طالب ، وغيرهم.
__________________
(١) في ما أخرجه المحدّثون بطرقهم الصحيحه من سُنن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، ودونك ص ١٦٥ وص ١٦٨ من الجزء ٣ من المستدرك ، تجد الحديث صریحاً في ذلك ، صحيحاً علی شرط الشيخين. وقد أخرجه الإمام أحمد أيضاً من حديث عليّ في ص ٧٧١/١٥٨ من الجزء الأوّل من مسنده. وأخرجه ابن عبد البرّ في ترجمة الحسن السبط من الاستيعاب. وأخرجه حتّی الذهبي في تلخيصه مسلّماً بصحّته مع قبح تعصّبه وظهور انحرافه عن هارون هذه الأُمّه وعن شبّرها وشبيرها. وأخرج البغوي في معجمه وعبد الغني في الإيضاح ـ كما في ص ٢٩٢ من الصواعق المحرقه ـ عن سلمان نحوه ؛ وكذلك ابن عساكر.