صاحبه بالحياه؟!
فاختار كلاهما الحياه ؛ فأوحی اللّٰه إليهما : ألا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب؟! آخیت بينه وبين محمّد صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، فبات علی فراشه لیفدیه بنفسه ويؤثره بالحياه ، اهبطا إلی الأرض فاحفظاه من عدوّه. الاستيعاب.
فنزلا ، فكان جبرائیل عند رأسه ، ومیكائیل عند رجلیه ، وجبرائیل ينادی : بخٍ بخٍ ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهی اللّٰه بك الملائكه؟! وأنزل اللّٰه تعالی في ذلك : (وَمِنَ النّٰاسِ مَنْ يشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ) .. الحديث (١).
وكان عليّ يقول : أنا عبد اللَّه وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب (٢).
وقال : والله إني لأخوه ووليه ، وابن عمّه ووارث علمه ، فمن أحقّ به مني (٣)؟!
وقال يوم الشوری لعثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير : انشدكم اللّٰه ، هل فیكم أحد آخی رسول اللّٰه بينه وبينه ، إذ آخی بين المسلمين غيری؟! قالوا : اللّهمّ لا (٤).
ولمّا برز عليّ للوليد يوم بدر ، قال له الوليد : من أنت؟ قال عليّ : أنا عبد اللَّه
__________________
(١) أخرجه أصحاب السُنن في مسانیدهم ، وذكره الإمام فخر الدين الرازي في تفسير هذه الآيه من سوره البقره ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ من الجزء الخامس من تفسيره الكبير مختصراً.
(٢) أخرجه النسائي في الخصائص العلويه ، والحاكم في أوّل ص ١١٢ من الجزء ٣ من المستدرك ، وابن أبي شيبه وابن أبي عاصم في السُنّة ، وأبو نعيم في المعرفة. ونقله المتّقی الهندی في كنز العمّال وفي منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في هامش ص ٤٠ من الجزء ٥ من مسند أحمد.
(٣) راجع ص ١٢٦ من الجزء ٣ من المستدرك ؛ وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلّماً بصحّته.
(٤) أخرجه ابن عبد البرّ في ترجمة عليّ من الاستيعاب ، وغير واحد من الأثبات.