ولفظه عند ابن جرير (١) : قال بريدة : وإذا النبيّ قد احمرّ وجهه ، فقال : من كنت وليّه فإنّ عليّاً وليّه. قال : فذهب الذي في نفسی عليه ، فقلت : لا أذكره بسوء.
والطبراني قد أخرج هذا الحديث علی وجه التفصيل ، وقد جاء في ما رواه : إنّ بريدة لمّا قدم من اليمن ، ودخل المسجد ، وجد جماعه علی باب حجره النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، فقاموا إليه يسلّمون عليه ويسألونه ، فقالوا : ما وراءك؟
قال : خير ، فتح اللّٰه علی المسلمين.
قالوا : ما أقدمك؟
قال : جارية أخذها عليّ من الخمس ، فجئت لأخبر النبيّ بذلك.
فقالوا : أخبره أخبره ، يسقط عليّ من عینه.
ورسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم يسمع كلامهم من وراء الباب ، فخرج مغضباً فقال : ما بال أقوام ينتقصون عليا؟! من أبغض عليّاً فقد أبغضني ، ومن فارق عليّاً فقد فارقني ، إنّ عليّاً مني وأنا منه ، خلق من طینتی وأنا خلقت من طینه إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (٢) ، (ذُرِّيَّهً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَاللّٰهُ سَمِیعٌ عَلِيمٌ) (٣) ، يا بريدة! أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية التی أخذ ، وأنّه وليّكم بعدي (٤)؟!
__________________
(١) في ما نقله عنه المتّقی الهندی ص ١٣٥ من الجزء ١٣ من كنز العمّال. ونقله عنه في منتخب الكنز أيضاً.
(٢) لمّا أخبر أنّ عليّاً خلق من طينته صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، وهو بحكم الضروره أفضل من عليّ ، كان قوله : «وأنا خلقت من طينه إبراهيم» مظنّه لتوهّم أنّ إبراهيم أفضل منه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، وحيث أنّ هذا مخالف للواقع صرّح بأنّه : «أفضل من إبراهيم» دفعاً للتوهّم المخالف للحقيقة.
(٣) سوره آل عمران ٣ : ٣٤.
(٤) إنّ ابن حجر نقل هذا الحديث عن الطبراني في ص ٢٦٣ من صواعقه ، أثناء كلامه في