وهذا الحديث ممّا لا ريب في صدوره ، وطرقه إلی بريدة كثيره ، وهی معتبره بأسرها.
ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عبّاس من حديث جليل (١) ، ذكر فيه عشر خصائص لعليّ ، فقال : وقال له رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : أنت ولي كلّ مؤمن بعدي.
وكذلك قوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، من حديث جاء فيه : يا عليّ! سألت اللّٰه فيك خمساً ، فأعطاني أربعاً ومنعني واحده ، إلی أن قال : وأعطاني أنّك ولي المؤمنين من بعدي (٢).
ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزه ، قال ـ كما في ترجمة وهب من الإصابه ـ : سافرت مع عليّ فرأيت منه جفاء ، فقلت : لئن رجعت لأشكونّه.
فرجعت فذكرت عليّاً لرسول اللّٰه فنلت منه ، فقال : لا تقولن هذا لعليّ ، فإنّه وليّكم بعدي ..
وأخرجه الطبراني في الكبير عن وهب ، غير أنّه قال : لا تقل هذا لعليّ فهو
__________________
المقصد الثاني من مقاصد الآيه ١٤ من الآيات التی ذكرها في الباب ١١ من الصواعق ، لكنّه لمّا بلغ إلی قوله : «أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية» ، وقف قلمه ، واستعصت عليه نفسه ، فقال : إلی آخر الحديث ، وليس هذا من أمثاله بعجيب ، والحمد للّٰه الذي عافانا.
(١) أخرجه الحاكم في أوّل ص ١٣٤ من الجزء ٣ من المستدرك ..
والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحّته ..
والنسائي في ص ٥٢ ح ٢٤.
والإمام أحمد في ص ٥٤٥ من الجزء الأوّل من مسنده ..
وقد أوردناه بلفظه في أوّل المراجعه ٢٦.
(٢) هذا الحديث هو الحديث ٣٣٠٤٧ من أحاديث الكنز ، في ص ٦٢٥ ج ١١.