لنفسه تعالی ولنبيّه ولوليّه علی نسق واحد ، وولآيه اللّٰه عزّ وجلّ عامّه ، فولآيه النبيّ والولي مثلها وعلی أُسلوبها ، ولا يجوز أن يكون هنا بمعني النصیر أو المحبّ أو نحوهما ؛ إذ لا يبقی لهذا الحصر وجه ، كما لا يخفي. وأظنّ أنّ هذا ملحق بالواضحات. والحمد للّٰه ربّ العالمين (١).
لفظ «الّذين آمنوا» للجمع فكيف أطلق علی الفرد؟
والجواب : إنّ العرب يعبّرون عن المفرد بلفظ الجمع لنكته تستوجب ذلك.
والشاهد علی ذلك قوله تعالی في سوره آل عمران : (الَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ النّٰاسُ إِنَّ النّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً وَقٰالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ) (٢) ..
وإنّما كان القائل نعيم بن مسعود الأشجعی وحده ، بإجماع المفسّرين والمحدّثين وأهل الأخبار.
فأطلق اللّٰه سبحانه عليه وهو مفرد لفظ : «الناس» ، وهی للجماعه ؛ تعظیماً لشأن الّذين لم يصغوا إلی قوله ، ولم يعبأوا بإرجافه.
وكان أبو سفيان أعطاه عشراً من الإبل علی أن يثبّط المسلمين ويخوّفهم من المشركين ، ففعل ، وكان ممّا قال لهم يومئذ : (إِنَّ النّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكمْ فَاخْشَوْهُمْ) (٣) ، فكره أكثر المسلمين الخروج بسبب إرجافه ، لكنّ النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم خرج في سبعین فارساً ، ورجعوا سالمین ، فنزلت الآيه ثناءً علی السبعین الّذين خرجوا معه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، غير مبالین بإرجاف
__________________
(١) المراجعات : ١٤١ ـ ١٤٣.
(٢) سوره آل عمران ٣ : ١٧٣.
(٣) سوره آل عمران ٣ : ١٧٣.