٨ ـ قوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : يا معشر الأنصار! ألا أدلّكم علی ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً ، هذا عليّ فأحبّوه بحبّی ، وأكرموه بكرامتی ، فإنّ جبرائیل أمرني بالذي قلت لكم عن اللّٰه عزّ وجلّ (١).
٩ ـ قوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : أنا مدينه العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليات الباب (٢).
__________________
البيهقي في سُننه ، وابن عدی في الكامل من حديث حذيفه ، وهو الحديث ٣٢٩٩٠ من أحاديث الكنز ص ٦١٦ من جزئه الحادی عشر.
(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٣ : ٢٧٤٩/٩٠ ، وهو الحديث ٣٣٠٠٧ من الكنز ص ٦١٩ من جزئه الحادی عشر ، وهو الخبر العاشر في ص ١٧٠ من المجلّد التاسع من شرح نهج البلاغه لابن أبي الحدید. فانظر كيف جعل عدم ضلالهم مشروطاً بالتمسّك بعلیّ؟! فدلّ المفهوم علی ضلال من لم يستمسك به ، وانظر أمره إياهم أن يحبّوه بنفس المحبّه التی يحبّون النبيّ بها ، ويكرموه بعین الكرامه التی يكرمون النبيّ بها ، وهذا ليس إلّا لكونه ولي عهده وصاحب الأمر بعده ، وإذا تدبّرت قوله : «فإنّ جبرائیل أمرني بالذي قلت لكم عن اللّٰه» تجلّت لك الحقيقة.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ١١ : ١١٠٦١/٦٥ عن ابن عبّاس ، كما في ص ٤١٥ من الجامع الصغير للسيوطی ، وأخرجه الحاكم في مناقب عليّ ص ١٢٦ من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك بسندين صحيحين : أحدهما عن ابن عبّاس من طریقین صحيحين ، والآخر عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري ، وقد أقام علی صحّه طرقه أدلّه قاطعه.
وأفرد الإمام أحمد بن محمّد بن الصدّيق المغربی ، نزیل القاهره ، لتصحيح هذا الحديث كتاباً حافلاً ، سمّاه : فتح الملك العليّ بصحّه حديث باب مدينه العلم عليّ ـ وقد طبع سنه ١٣٥٤ ، بالمطبعه الإسلامية بمصر ـ فحقيق بالباحثين أن يقفوا عليه ؛ فإنّ فيه علماً جمّاً ..
ولا وزن للنواصب وجرأتهم علی هذا الحديث الدائر ـ كالمثل السائر ـ علی ألسنه الخاصّه والعامّه من أهل الأمصار والبوادی ، وقد نظرنا في طعنهم ، فوجدناه تحكماً محضاً لم يدلوا فيه بحجّه ما ، غير الوقاحه في التعصّب ، كما صرّح به الحافظ صلاح الدين العلائی ، حيث نقل