أخرجه قائلاً : «أخبرنا أبو علی المقری ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ...» (١).
وأخرجه ابن عساكر بطريق آخر ؛ إذ قال : «أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان بن المعدل العریني النصیبی ـ بها ـ وأبو بكر الحسين بن الحسن بن محمّد ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبه ، نا إبراهيم بن محمّد ، نا علی بن عائش ، عن الحارث بن حصيره ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس بن مالك ...» (٢).
فأوّلاً : لفظ الحديث فيه : «أمير المؤمنين» ، إلّا أنّ السيّد نقله بواسطه ابن أبي الحدید لا عن الحلية رأساً ، ولفظه في شرح النهج : «إمام المتّقین» (٣).
وثانياً : في لفظ الحديث عن أنس : «قلت : اللّٰهم اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمته» ، وقد حرّفت كلمه : «وكتمته» في شرح النهج إلی : «وكتبت دعوتی» (٤).
والسبب في هذا التحريف ـ إذ أُبدلت : «كتمت» إلی : «كتبت» ، وأُضیفت كلمه : «دعوتی» ـ هو «التكتّم» علی واقع حال أنس بن مالك وأمثاله من الصحابه ، من الحسد والبغض لأمير المؤمنين عليه السلام ..
لكنّ اللّٰه سبحانه شاء أن يفتضح أنس ويكشف حاله في قضیه الطائر المشوی ؛ إذ أنّه بعد ما دعا النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم قال أنس : «اللّٰهمّ اجعله رجلاً من الأنصار» ، وحاول أن يكتم دعاء النبيّ ، وحال دون دخول الإمام عليه ،
__________________
(١) تاريخ مدينه دمشق ٤٢ : ٣٨٦.
(٢) تاريخ مدينه دمشق ٤٢ : ٣٠٣.
(٣) شرح نهج البلاغه ٩ : ١٦٩.
(٤) شرح نهج البلاغه ٩ : ١٦٩.