فقد جاز لنا أنْ نحتجّ علی كلّ من يحترم أحمد بن حنبل ويتّبعه بكلامه المروی عنه في حقّ أمير المؤمنين عليه السلام.
فما ظنّك بابن تيمية المكذّب لهذا النقل بلا أي دليل؟!
بل المنقول عن أحمد بن حنبل فوق هذا النصّ الذي رواه الحاكم ووافقه الذهبي ؛ فقد روی الحافظ ابن الجوزي ـ وهو ممّن يعتمد علی كلماته وآرائه المكابرون ـ في كتابه في مناقب أحمد أنّه قال : «ما ورد لأحدٍ من الصحابه من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما ورد لعليّ رضي اللّٰه عنه» (١) .. فهنا جمله : «الفضائل بالأسانيد الصحاح»!
وروی الحافظ ابن عبد البرّ عن أحمد والنسائي أنّهما قالا : «بالأسانيد الحِسان» (٢).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني بترجمة الإمام عليه السلام : «ومناقبه كثيره ، حتّی قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحدٍ من الصحابه ما نقل لعليّ ، وكذا قال غيره ..
وتتّبع النسائي ما خصّ به من دون الصحابه ، فجمع من ذلك شيئاً كثيراً بأسانيد أكثرها جياد» (٣).
وقال في فتح الباری في شرح صحيح البخاري ، بشرح عنوان : باب مناقب عليّ بن أبي طالب :
«قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علی النيسابوري : لم يرد فی
__________________
(١) مناقب أحمد بن حنبل : ١٦٣.
(٢) الاستيعاب ٣ : ١١١٥.
(٣) الإصابة في معرفه الصحابة ٤ : ٢٦٩.