عيداً وهو اليوم الثامن عشر من ذی الحجّه ، في حين أنّ سوره «سَأَلَ سٰائِلٌ» مكیه باتّفاق أهل العلم ، نزلت بمكه قبل الهجره ، قبل غدير خمّ بعشر سنين أو أكثر من ذلك ، فكيف نزلت بعده؟!
ثانياً : وقوله تعالی : (وَإِذْ قٰالُوا اللّٰهُمَّ إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِك ...) ، الآيه [٣٢] في سوره الأنفال ، فقد نزلت ببدر بالاتّفاق وقبل غدير خمّ بسنين كثيره.
وأهل التفسير متّفقون علی أنّها نزلت بسبب ما قاله المشركون للنبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم قبل الهجره ، كأبي جهل وأمثاله ، وأنّ اللّٰه ذَكر نبيّه بما كانوا يقولون ، بقوله تعالی : (وَإِذْ قٰالُوا اللّٰهُمَّ إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِك فَأَمْطِرْ عَلَيْنٰا حِجٰارَهً مِنَ السَّمٰاءِ) أي : اذكر قولهم. فدلّ علی أنّ هذا القول كان قبل نزول هذه السوره.
ثالثاً : اتّفق الناس علی أنّ أهل مكه لم تنزل عليهم حجاره من السماء لمّا قالوا ذلك ، فلو كان هذا آيه لكان من جنس آيه أصحاب الفيل ، ومثل هذا لم ينقله أحد من المصنّفین في العلم ، لا الصحيح ولا المسند ولا الفضائل ولا التفسير ولا السير ونحوها ، رغم توفّر الهمم والدواعی علی نقله ، فعلم بذلك كذب هذه الرواية.
رابعاً : إنّ أهل مكه لمّا استفتحوا بين اللّٰه أنّه لا ينزل عليهم العذاب ومحمّد صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم فيهم ؛ فقال تعالی : (وَإِذْ قٰالُوا اللّٰهُمَّ إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِك فَأَمْطِرْ عَلَيْنٰا حِجٰارَهً مِنَ السَّمٰاءِ أَوِ ائْتِنٰا بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ) ثمّ قال : (وَمٰا كٰانَ اللّٰهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فيهمْ وَمٰا كٰانَ اللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يسْتَغْفِرُونَ).
خامساً : لقد جاء في روآيه الثعلبي التی ساقها الموسوی قول السائل : يا محمّد! أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلّا اللّٰه وأنّك رسول اللّٰه فقبلنا منك. وهی عباره