«المتصرّف في الأُمور»؟!
لقد نصَّ علی مجیء «المولي» بالمعني المذكور البخاري في كتاب التفسير ؛ قال : «باب (وَلِكلٍّ جَعَلْنٰا مَوٰالِیَ مِمّٰا تَرَك الْوٰالِدٰانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَیْمٰانُكمْ فَآتُوهُمْ نَصِیبَهُمْ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلیٰ كلِّ شيء شَهِیداً) (١) : وقال معمر : موالی : أولياء ، ورثه. عاقد أیمانكم : هو مولي الیمین ، وهو الحلیف. والمولي أيضاً : ابن العم ، والمولي : المنعم المعتق ، والمولي : المعتق ، والمولي : الملیك ، والمولي : مولي في الدين» (٢) ..
فالمولي يجیء بمعني «الملیك».
قال العیني والقسطلاني في شرحیهما علی صحيح البخاري : «المولي : الملیك ؛ لأنّه يلی أُمور الناس» (٣).
ورابعاً : قد ثبت مجیء «المولي» بمعني «السيّد» ، ومن الواضح أنّ «الإمام» و «الرئیس» و «ولي الأمر» هو : «السيّد» المطلق.
وخامساً : إن صله «الأولي» هی لفظه «التصرّف» أو نحوها من الألفاظ الدالّه علی وجوب الإطاعه والامتثال والانقياد ...ممّا هو مقتضی الولايه العامّه ، ولقد فهم الشيخان أبو بكر وعمر من لفظ حديث الغدير الأولویّه «بالاتّباع والقرب» كما اعترف بذلك ابن حجر المكی في مقام الجواب عن حديث الغدير ؛ ـ إذ قال :
__________________
(١) سوره النساء ٤ : ٣٣.
(٢) تفسير ابن كثير والكشّاف ذيل الآيه ، تهذيب الأسماء واللّغات ٤ : ١٩٦ ، النهآيه ـ لابن الأثير ـ : مادّه «ولي» ، مرقاه المفاتیح ٥ : ٥٦٨ ، فتح الباری ٨ : ١٩٩ وغيرها.
(٣) عمده القاری ١٨ : ١٧٠ ، ارشاد الساری ٧ : ٨٠.