الطبري الشافعي ؛ إذ قال : قد حكی الهروی عن أبي العبّاس : إنّ معني الحديث : من أحبّني ويتولّاني فلیحبَّ عليّاً ولیتولّه.
وفيه عندی بُعد ؛ إذ كان قياسه علی هذا التقدير أن يقول : من كان مولأي فهو مولي عليّ ، ويكون المولي ضدّ العدو ، فلمّا كان الإسناد في اللفظ علی العكس بعُد هذا المعني ...» (١).
ورابعاً : إنّ قول النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : «اللّٰهمّ والِ من والاه ...» دعاء دعا به بعد الفراغ من الخطبه ، ولو كانت لفظه «المولي» بحاجهٍ إلی تبيين ، فإنّ الجملة السابقه علی «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» ، وهی : «ألست أولي بكم من أنفسكم؟!» أو : «ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟!» وخاصّهً ما اشتمل من ألفاظ الحديث علی «فاء» التفریع ؛ إذ قال : «فمن كنت مولاه ...» هی القرینه المعیّنه للمعني والرافعه للإبهام المزعوم في الكلام.
ومن رواه تلك المقدّمه في حديث الغدير :
أحمد بن حنبل ، وأبو عبد الرحمن النسائي ، وأبو عبد اللَّه ابن ماجه ، وأبو بكر البزّار ، وأبو يعلی الموصلي ، وأبو جعفر الطبري ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو موسی المديني ، وأبو العبّاس الطبري ، وابن كثير الدمشقي ..
وقد أشار النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم فيها إلی قوله تعالی : (النبيّ أَوليٰ بِالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ ...) (٢) ، الذي نصّ المفسّرون علی دلالته علی أولویّه النبیّ
__________________
(١) الرياض النضره في مناقب العشره ١ : ٢٢٧.
(٢) سوره الأحزاب ٣٣ : ٦.