إنما هو علی ، دون عمّه العبّاس وغيره من بني هاشم ، وكانوا يرسلون ذلك إرسال المسلمّات ، كما تری ، وإنّما كانوا يجهلون السبب في حصر ذلك التراث بعليّ ، وهو ابن عمّ النبي دون العبّاس ، وهو عمّه ، ودون غيره من بني أعمامه وسائر أرحامه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، ولذلك سألوا عليّاً تاره ، وقثماً أُخری ، فأجابهم بما سمعت ، وهو غآيه ما تصل إليه مدارك أولئك السائلین ، وإلّا فالجواب : إنّ اللّٰه عزّ وجلّ اطّلع إلی أهل الأرض فاختار منهم محمّداً فجعله نبيا ، ثمّ اطّلع ثانیه فاختار عليا ، فأوحی إلی نبیّه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : أن يتّخذه وارثاً ووصيا.
قال الحاكم ـ في ص ١٢٥ ج ٣ من المستدرك ، بعد أن أخرج عن قثم ما سمعته ـ : حدّثني قاضی القضاه أبو الحسن محمّد بن صالح الهاشمی ، قال : سمعت أبا عمر القاضي ، يقول : سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي ، يقول : وقد ذكر له قول قثم هذا ، فقال : إنّما يرث الوارث بالنسب ، أو بالولاء ، ولا خلاف بين أهل العلم أن ابن العمّ لا يرث مع العمّ (قال) فقد ظهر بهذا الإجماع أنّ عليّاً ورث العلم من النبي دونهم. انتهی.
قلت : والأخبار في هذا متواتره ، ولا سیّما من طريق العتره الطاهرة.
وحسبنا الوصيه ونصوصها الجلیّه».
فقيل :
«زعم الموسوی أنّ عليّاً وارث النبيّ صلّی اللّٰه عليه [وآله] وسلّم ، وفسّر الوراثه هنا بالخلافه من بعده ، واستدلّ علی ذلك بأحاديث.
١ ـ «أنا مدينه العلم وعليّ بابها» ، و «أنا دار الحكمه وعليّ بابها».
لقد سبق الكلام ببيان ضعفهما في ردّنا علی المراجعه رقم ٤٨. وقال