أقول :
هذا الحديث صحيح قطعاً ، وقد أخرجه : ابن أبي شيبه ، والنسائي ، والطبراني ، وابن عساكر ، وابن الأثير ...وآخرون ... (١).
وهذا من جمله المواضع التی وافق الذهبي الحاكم في تصحيحه ..
هذا بالنسبه إلی السند.
وأمّا بالنسبه إلی المعني والدلاله ، فلقد أوجز قثم وأحسن في الكلام ، فلقد كان من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام أنّه لم يشرك باللّٰه طرفه عین ، وكان أوّل القوم إسلاماً ، وكم فرق بين من يكون هكذا وبين من قضی كثيراً ـ إن لم يكن الأكثر ـ من عمره في عباده الأصنام؟!
وكان من خصائصه عليه السلام أيضاً أنّه كان أشدّ القوم بالنبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم لصوقاً ؛ أمّا نسباً فواضح ، وأمّا صهراً فكذلك ، وأمّا معاشرهً ، فالأحاديث الصحيحه الدالّه علی ذلك كثيره جدّاً.
وأيضاً : الأحاديث في أنّه كان إذا سأله أجابه ، وإن لم يسأله ابتدأه ....
وأيضاً : الأحاديث في أنّه كان له علی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم في كلّ يوم دخلتان ....
وأمّا القوم ، فقد كانوا يلهیهم الصفق بالأسواق ، وكان هذا عذرهم متی سئلوا عن شيء وجهلوا الجواب عنه!! وكانوا إذا حضروا عند رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ينتظرون قدوم أعرأبي لیسأله عن شيء فیستمعون إلی الجواب!! وكأنّهم كانوا عاجزین حتّی عن السؤال ، وجاهلین حتّی بكيفيه طرح السؤال
__________________
(١) المصنّف ١٤ : ١٧٧٨٧/١١٧ ، السُنن الكبری ٥ : ١٣٩ برقم ٨٤٩٣ ، ٨٤٩٤ ، المعجم الكبير ١٩ : ٤٠ ، تاريخ مدينه دمشق ٤٢ : ٣٩٣ ، أُسد الغابه ٤ : ٩٢.