وطريقه التعلّم!!
فباللّٰه عليك! مَن يكون حينئذ الشخص اللائق لأن يقوم مقام النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم بعد وفاته ، في تعلیم الأُمّه وإرشادها ، ونشر المعارف الإلهیه ومعالم الدين الحنیف؟!
فهذا مطلب السيّد وكلّ من يستدلّ بمثل هذه الأحاديث والأخبار من كبار علمائنا الأبرار ...بل هذا هو الذي يفهمه العلماء الأعلام من سائر الفرق في الإسلام ، ولذا قال الحاكم بعد هذا الحديث : «فقد ظهر بهذا الإجماعُ علی أنّ عليّاً ورث العلم من النبي صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم دونهم» (١).
وكذلك قال الحافظ ابن عساكر ، وأعترف بما قلناه بعد إخراج الحديث ؛ فقد نصّ علی أنّ : «المراد بالمیراث هاهنا : العلم ، بدليل أنّ العبّاس أقرب منه قرابه ، غير أنّ عليّاً كان ألزم للنبيّ صلّی اللّٰه عليه [وآله] وسلّم وأقدم له صحابهً» (٢).
وأمّا أنّ النبي صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم قد ورَّث مالاً أو لا؟ وأنّ ابنته الوحیده الشهیده ترثه أو لا؟ وغير ذلك ممّا لا علاقه له بالبحث ، فليس الغرض من طرحه في المقام إلّا تشویش الأذهان والأفهام ، وتخدیع السذّج والعوام!! ومن شاء التحقيق في ذلك فليرجع إلی بحوثنا عن قضايا الصدّیقه الطاهرة عليها السلام.
* * *
__________________
(١) المستدرك علی الصحيحين ٣ : ١٢٦.
(٢) تاريخ مدينه دمشق ٤٢ : ٣٩٣.