قال الشيخ البشری :
«ربّما اعترض بأنّ الّذين رووا نزول تلك الآيات في ما قلتم ، إنّما هم من رجال الشيعه ، ورجال الشيعه لا يحتجّ أهل السُنّة بهم ، فما ذا يكون الجواب؟ تفضّلوا به إن شئتم ، ولكم الشكر».
قال السيّد :
«الجواب : إنّ قياس هذا المعترض باطل ، وشكله عقيم ، لفساد كلٍّ من صغراه وكبراه.
أمّا الصغری ، وهی قوله : «إنّ الّذين رووا نزول تلك الآيات إنّما هم من رجال الشيعه» فواضحه الفساد ، يشهد بهذا ثقات أهل السُنّة الّذين رووا نزولها في ما قلناه ، ومسانيدهم تشهد بأنّهم أكثر طرقاً في ذلك من الشيعه ، كما فصّلناه في كتابنا تنزيل الآيات الباهره في فضل العتره الطاهرة. وحسبك غآيه المرام المنتشر في بلاد الإسلام.
وأمّا الكبری ، وهی قوله : «إنّ رجال الشيعه لا يحتجّ أهل السُنّة بهم» فأوضح فساداً من الصغری ، تشهد بهذا أسانيد أهل السُنّة وطرقهم المشحونه بالمشاهير من رجال الشيعه. وتلك صحاحهم الستّه وغيرها تحتجّ برجالٍ من الشيعه ، وصمهم الواصمون بالتشيّع والانحراف ، ونبذوهم بالرفض والخلاف ، ونسبوا إليهم الغلوّ والإفراط والتنكب عن الصراط. وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعه نُبزوا بالرفض ووُصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتّی احتجّوا بهم في الصحاح بكلّ ارتياح ، فهل يصغی بعد هذا إلی قول المعترض : «إنّ رجال الشيعه لا يحتجّ أهل السُنّة بهم»؟! كلّا!