لدخول النار ، في حين أنّهم لمّا يترجمون لعلماء السُنّة يذكرون كثيراً من الكبائر والموبقات الفظيعه ، ممّا يدلّ علی براءه علماء الإماميه ونزاهتهم عن ذلك ، وإلّا لذكروا عنهم ما ذكروا عن علماء طائفتهم ....
هذا ، ومن المناسب التوسّع في هذا المطلب ، بمراجعه كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ، فإنّه موسوعه رجإليه تاريخيه ضخمه ، شملت تراجم المئات من الشخصيات الإسلاميّه وأعلام الأمّه في مختلف العلوم وشتّی الطبقات ، حتّی القرن الثامن من الهجره.
فالذهبي (١) ، وإنْ لم يذكر من أعلام الإماميه إلّا عدداً ضئيلاً ، وهو عند ما يترجم لواحدٍ منهم يحاول الاختزال والاختصار ، فلا تتجاوز ترجمته له الأسطر القلائل ، وكذلك حاله مع كلّ من يخالفه في العقيده ، كما ذكر تلميذه السبكی ـ كما سيأتي ـ إلّا أنّك لا تجد بترجمة واحدٍ منهم شيئاً ممّا يخلُّ بالعداله ....
فمثلاً يقول : «الكليني : شيخ الشيعه وعالم الإماميه ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي الكليني ـ بنون ـ. روی عنه : أحمد بن إبراهيم الصيمری وغيره. وكان ببغداد ، وبها توفي ، وقبره مشهور. مات سنه ٣٢٨. وهو بضمّ الكاف وإماله اللام. قيّده الأمين» (٢).
ويقول : «المرتضی : العلّامه الشريف المرتضی ، نقيب العلويه ، أبو طالب ،
__________________
(١) هذا الفصل ملخّص من أحد موضوعات كتابنا الانتقاء من سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ، المطبوع في ٢٣ مجلداً. وهو كتابٌ يحتوی علی بحوثٍ عقائديّه ، تاريخيه ، رجإليه ، ويشتمل علی قضايا ونوادر وحكايات ، من أحوال الصحابه والتابعين والعلماء من مختلف الطبقات ، نسأل اللّٰه تعالی أن يهيّئ أسباب نشره.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٥ : ٢٨٠ رقم ١٢٥.