تلحق بالنبي صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم؟! فقال : ألستُ في أفضل من الهجره؟! ألست أسقی حاجّ بيت اللّٰه وأعمر المسجد الحرام؟! فنزلت الآيه» (١).
قيل :
«إنّ أمر هذا المؤلّف من أعجب العجب ، كانت الأمانه العلميّه تقتضیه أن يشير ـ مجرّد إشاره ـ إلی الرواية الأُولي عند الواحدي في سبب نزول هذه الآيه ، لكنّه لم يفعل! إذ وجدها تنقض استشهاده.
فقد روی مسلم في صحيحه ١٣ : ٢٦ من حديث النعمان بن بشير ، قال :
كنت عند منبر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم فقال رجل : ما أُبالی أنْ لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلّا أنْ أسقی الحاجّ.
وقال الآخر : ما أُبالی أنْ لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلّا أنْ أعمر المسجد الحرام.
وقال آخر : الجهاد في سبيل اللّٰه أفضل ممّا قلتم.
فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم وهو يوم الجمعه ، ولكني إذا صلّيت الجمعه دخلت فاستفتيت رسول اللّٰه في ما اختلفتم فيه ؛ فنزلت هذه الآيه.
الطبري ١٤ : ١٦٩ ومسلم ١٣ : ٢٦ ، وأورده السيوطي في الدّر ٣ : ٢١٨ وزاد نسبته لأبي داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.
وهكذا ، ترك المؤلّف الرواية الصحيحه المسنده ، وعمد إلی الروايات
__________________
(١) المراجعات : ٣٥.