إليه] غلطٌ» (١).
ولنكتف بهذين الحديثين ، وقد ذكرناهما للتمثيل ، ومن شاء المزيد فليرجع إلی الجزء السادس من كتابنا الكبير (٢).
هذا بالنسبه إلی أحاديث الكتابين.
وأمّا بالنسبه إلی رجالهما ، فالكلام أيضاً طويل عريض ، حتّی إنّ الحافظ ابن حجر عقد في مقدّمه شرحه فصلاً حولهم ، يحاول فيه الدفاع عن كتاب البخاري (٣) ، وقد كان في رجال البخاري من تكلَّم فيه أو تركه مسلم ، وفيهم من تكلَّم فيه سائر أرباب الصحاح ، وفيهم من تكلَّم فيه أحمد بن حنبل ويحيی بن معين وأبو حاتم وأمثالهم من الأئمّة ....
وأنتَ إذا دقّقت النظر في دفاعه وجدته في كثير من الموارد يعتذر بما هو في الحقيقة تسليم بالطعن ، كقوله : «ليس له عند البخاري سوی حديث واحد» وقوله : «هذا تعنّت زائد ، وما بمثل هذا تضعّف الأثبات ولا تردُّ الأحاديث الصحيحه» ونحو ذلك من الأعذار ، وجاء فی (بكر بن عمرو أبو الصدّيق البصری الناجی) : «قال ابن سعد : يتكلّمون في أحاديثه ويستنكرونها» فقال ابن حجر في الدفاع عنه : «قلت : ليس له في البخاري سوی حديث واحدٍ عن أبي سعيد ، فی
__________________
(١) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج ٢ : ٢٠٩ ، صحيح البخاري بشرح الكرماني ٢٥ : ٢٠٤ ، زاد المعاد في هدی خير العباد ٣ : ٤٢.
(٢) نفحات الأزهار في خلاصه عبقات الأنوار تحت عنوان : أحاديث من الصحيحين في الميزان ٦ : ١٨٢ ـ ٢٣٥.
(٣) الفصل التاسع ، في أسماء من طُعن فيه من رجال هذا الكتاب مرتّباً لهم علی حروف المعجم والجواب عن الإعتراضات موضعاً موضعاً. مقدّمه فتح الباری في شرح صحيح البخاري : ٣٨١ ـ ٤٦٥.