بترجمة الحسن بن الصباح ، حيث قال : « قال أبو حامد الغزالي في كتاب سر العالمين : شاهدت قصة الحسن بن الصباح ... ».
فيكون الكتاب المذكور لابي حامد الغزالي قطعا.
لقد زعم ابن تيمية في كلام له في القدح في حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » أن العلوم انتشرت في البلاد الإسلامية من غير عليّ عليهالسلام ... قال : « فان جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي ، أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهم ظاهر ، وكذلك الشام والبصرة ، فان هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي الا شيئا قليلا ، وانما كان غالب علمه في الكوفة. ومع هذا فأهل الكوفة كانوا تعلموا القرآن والسنة قبل ان يتولى عثمان فضلا عن علي وفقهاء أهل المدينة تعلموا الدين في خلافة عمر. وتعليم معاذ بن جبل لأهل اليمن ومقامه فيهم اكثر من علي ، ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل اكثر مما رووا عن علي. وشريح وغيره من أكابر التابعين انما تفقهوا على معاذ بن جبل. ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضيا ، وهو وعبيدة السلماني تفقها على غيره. فانتشر علم الإسلام في المدائن قبل أن يقدم علي الكوفة ».
فانبرى السيد للرد على هذه الدعوى محققا لهذا الموضوع تحقيقا شاملا ومثبتا لانتشار علوم الإسلام في البلاد الإسلامية بواسطة باب مدينة العلم وأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، فقال في الجواب ما ملخصه :
اما المدينة المنورة فقد قضى فيها الامام الشطر الأعظم من حياته المباركة وعمره الشريف ، وقد كان فيها المرجع الوحيد لكبار الصحابة في المسائل والمعضلات ... وهذه حقيقة اعترف بها أعلام الحفاظ ... قال النووي : « وسؤال كبار الصحابة له ورجوعهم الى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور ».