وفهم معاوية من حديث : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي » أعلمية الامام عليهالسلام ، فقد قال ابن حجر المكي وغيره واللفظ له : « أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة ، فقال : اسأل عنها عليا فهو أعلم. فقال : يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب الي من جواب علي. فقال : بئسما قلت ، لقد كرهت رجلا كان رسول الله يغزره بالعلم غزرا. ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي. وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه.
وقد أخرجه آخرون بنحوه ، لكن زاد بعضهم : قم لا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان. ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه ، ولقد شهدته إذا أشكل عليه شيء قال : هاهنا عليّ؟ »
وفهم أبو بكر من حديث التشبيه ما يفهمه الامامية ، ففي الحديث عن حارث الأعور قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وابراهيم في حكمته.
فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ.
فقال أبو بكر : يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل؟! بخ بخ لهذا الرجل ، من هو يا رسول الله؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تعرفه يا أبا بكر.
قال : الله ورسوله أعلم.
قال : أبو الحسن عليّ بن أبي طالب.
قال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ؛ وأين مثلك يا أبا الحسن؟!