قد ذكرنا سابقا أنه يشترط في جواز الاستدلال بالخبر اعتبار سنده أولا وتمامية دلالته على المدعى ثانيا ... وعلى هذا الأساس فان النظر في أسانيد الأحاديث التي يستدل بها الخصم يشكل جانبا مهما من ردود السيد المؤلف ومناقشاته للادلة ... والخطوط الرئيسية لاسلوبه في النظر في الأسانيد هي :
١ ـ نقل الحديث بسنده ـ أو بطرقه ان كان له طرق متعددة ـ عن المصادر الاولية.
٢ ـ النظر في حال من عليه مدار هذا الحديث في مختلف طرقه وأسانيده.
٣ ـ النظر في حال من وقع في كلا الطريقين أو جميع الطرق.
٤ ـ النظر في حال سائر رجاله على ضوء كلمات أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة.
٥ ـ التنبيه على ما في السند من خلل كالارسال ونحوه.
ثم انه ان وجد الحديث مرويا عندهم بلفظ آخر مشابه للفظ المستدل به ... أتى به وأبطله بالنظر في سنده ... وان لم يكن الخصم مستدلا به ...
ولا يخفى على ذوي الفضل ما تنطوي عليه هذه البحوث من فوائد جليلة من علوم الحديث والرجال والتاريخ والدراية ... ولنذكر نموذجا واحدا لهذا الأسلوب :
لقد عارض العاصمي حديث : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما رووه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انه قال : « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبي بن كعب ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ».
فبحث السيد عن هذا الحديث بصورة تفصيلية جدا ، فذكر أنه منسوب الى عدة من الاصحاب ... فأورد نصوص الحديث عنهم واحدا