وعلى الناس ».
فهل يليق بالرازي الاستدلال بعدم رواية الجاحظ لحديث الغدير؟!
ومن الفوائد في كتاب « عبقات الأنوار » معرفة الكتب والفنون ، فهو يعطيك أسامي آلاف الكتب في مختلف العلوم والفنون مع اسماء مؤلّفيها ... بحيث لو جمعت لشكلت كتابا مفردا في هذا الفن يقع في مجلدات عديدة.
ومن هذه الكتب ما ينقل عنها في بحوثه ، وهي أهم الكتب وأشهرها في كل فن ... وقد ذكرنا سابقا أسلوبه في النقل والاستدلال.
وربما تعرض لحال بعض تلك الكتب فأثبت نسبتها الى أصحابها ، أو أكد اعتبار ما جاء فيها أو بالعكس ... وإليك نماذج من تحقيقاته في هذا المجال :
لقد وقع الخلاف بين علماء أهل السنة ـ حتى الحنابلة منهم ـ حول أحاديث مسند أحمد بن حنبل ، فقال جماعة بأن ما أودعه أحمد مسنده قد احتاط فيه اسنادا ومتنا ولم يورد فيه الا ما صح سنده عنده ، فأمر بالرجوع اليه وجعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم ، وما ليس فيه فلا أصل له ، وأنكر آخرون أن يكون المسند بهذه المثابة عند أحمد.
وقد بحث السيد رحمهالله هذا الموضوع مؤيدا القول الاول ومحققا إياه أحسن تحقيق.
فحديث الثقلين : « اني تارك فيكم الثقلين ... » الذي أخرجه في المسند بطرق عديدة صحيح عنده ، فبطل قول البخاري : « قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : تركت فيكم الثقلين. أحاديث الكوفيين هذه مناكير ».