ومنها : ما وقف عليه في بعض المكتبات الخاصة ... ومن له أقل إلمام بنفسيات أصحاب المكتبات الخاصة يعلم مدى صعوبة الاستفادة من كتب المكتبات الخاصة ، لا سيما إذا كان صاحبها من المخالفين ... وهناك قضايا نادرة تنقل حول كيفية أستاذة السيّد المؤلف من هذه المكتبات.
فهذا طرف من متاعبه وجهوده في سبيل تحصيل مصادر كتابه.
وأما ما تحمله رحمهالله في سبيل استخراج مطالبه من المصادر ، وتأليف كتابه وكتابته ... فلسنا مبالغين ان قلنا بأنه قد ضحى بنفسه الشريفة في هذا السبيل فقد كتب بيده اليمنى حتى عجزت عن الكتابة ، فأضحى يكتب باليسرى ، وكان إذا تعب من الجلوس اضطجع وكتب ، وإذا تعب استلقى على ظهره ووضع الكتاب على صدره وأملى.
لقد كان هذا دأبه ليلا ونهارا ... ولا يقوم عن مقامه الا لحاجة ملحة ، ولا يأكل ولا ينام الا بقدر الضرورة ... وحتى العبادات والاعمال الشرعية لم يعمل الا بالفرائض منها ... الى أن مرض ... فلم يتمكن الا من الاملاء ... ولم يتركه حتى آخر لحظة من حياته.
وقد حكى لنا آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله نقلا عن السيد ناصر حسين أنه لما وضع السيد على المغتسل لوحظ أثر عميق على شكل خط افقى على صدره الشريف كان موضع الكتاب الذي اعتاد على وضعه على صدره للاملاء.
ان الغرض من تأليف هذا الكتاب هو الرّد على كتاب ( التحفة الاثنا عشرية ) الذي ألفه ( المولوي عبد العزيز الدهلوي ) ، محاولة منه للحيلولة دون تطور المذهب الشيعي ، وفي ظروف قام الشيعة فيها بالنشاط الفكري من جديد في بلاد الهند ، وأسسوا فيها مراكز علمية جعلوها منطلقا لترويج