ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل اتباع أهل بيته والاقتداء بهم كاتباع القرآن والائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه في الوجوب واللزوم.
ولقد أتم صلىاللهعليهوآلهوسلم الحجة في ذلك بأكمل وجه ، ومن الواضح ان من كان الاقتداء به بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كالاقتداء بالقرآن لا يكون الا خليفة واماما ، فظهر بذلك : ان أهل البيت هم خلفاؤه وليس غيرهم ، إذ لا يمكن جعل احكام وأفعال غيرهم كأحكام القرآن في وجوب الاطاعة والامتثال ، هذا بالاضافة الى أنه لم يقل به أحد من المسلمين مطلقا.
فتعين بهذا البيان ان خلفاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هم أهل بيته وليس سواهم من سائر الناس ، فإنهم أمروا باتباع أهل البيت عليهمالسلام.
قال محمد مبين اللكهنوي في ( وسيلة النجاة ) : « أي : اخشوا الله واحفظوا حقوقهم واتخذوا طاعتهم ومحبتهم شعارا لكم ، فكما أن امتثال احكام كتاب الله فرض فكذلك إطاعة أهل البيت والانقياد لأوامرهم بالجوارح والأركان ومحبتهم ورسوخ العقيدة بهم في القلب واجب وفرض ».
وقال السندي بعد كلام له : « فنظرنا فإذا هو مصرح بالتمسك بهم ، وبأن تباعهم كتباع القرآن على الحق الواضح ، وبأن ذلك أمر متحتم من الله تعالى لهم ، ولا يطرأ عليهم في ذلك ما يخالفه حتى الورود على الحوض وإذا فيه حث بالتمسك فيهما بعد الحث على وجه أبلغ ... » (١)
وقال رشيد الدين الدهلوي في ( إيضاح لطافة المقال ) في كلام له : « هل يجوز عاقل ان أهل السنة مع تشبثهم بالثقلين وايجابهم ـ بحكم حديث انى تارك فيكم الثقلين ـ التمسك بالعترة الطاهرة كوجوب التمسك بالقرآن ... ».
__________________
(١) دراسات اللبيب ٢٣٢.