لتضعيف حديث الثقلين ـ دليل واضح على عدم اطلاعه في الحديث ، وذلك : أن عطية على فرض كونه ضعيفا غير متفرد بنقل حديث الثقلين عن أبي سعيد ، فلا يضر في حديث الثقلين في رواية أبي سعيد فضلا عن مطلق الحديث الوارد بالأسانيد والطرق والألفاظ المتكثرة.
نعم لم يتفرد عطية في نقل حديث الثقلين عن أبي سعيد ، بل رواه عنه أبو الطفيل أيضا ـ وهو من طبقة الصحابة ـ وذلك واضح كل الوضوح لمن راجع ( استجلاب ارتقاء الغرف ) للسخاوي ، و ( جواهر العقدين ) للسمهودي ، و ( وسيلة المآل ) لابن باكثير و ( الصراط السوي ) للشيخاني القادري.
ثم انه لو سلمنا كون عطية ضعيفا ، وسلمنا تفرده برواية الحديث عن أبي سعيد ، فلا ضرر على صحة حديث الثقلين كذلك ، لعدم توقف صحته على رواية أبي سعيد ، فقد وقفت ـ بحمد الله تعالى ومنه ـ على تنصيص جماعة من أعلام المحققين على رواية أكثر من عشرين من الصحابة حديث الثقلين عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وهذا العدد أكثر من عدد التواتر بمراتب عديدة ، كما فصلناه في مجلد حديث الولاية.
وأما قدح ابن الجوزي في عبد الله بن عبد القدوس فهو مردود بتوثيق الحافظ محمد بن عيسى بن الطباع إياه ، كما قال الحافظ المقدسي بترجمة عبد الله المذكور : « وحكى ابن عدي عن محمد بن عيسى انه قال : هو ثقة » (١).
__________________
(١) الكمال في أسماء الرجال ـ مخطوط.