فلينظر : كيف يرتاب أحد بعد هذا الكلام وأمثاله ، في دلالة حديث الثقلين على مرام أهل الحق؟!
والجدير بالتنويه : ان كل قول من هذه الأقوال المتقدمة ـ عند المتأمل والمنصف ـ وجه مستقل لدلالة حديث الثقلين على امامة أمير المؤمنين علي وأهل البيت عليهمالسلام.
لقد جاء حديث الثقلين عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنهج يدل دلالة واضحة على خلافة أهل البيت عليهمالسلام وهذا نصه عن كتاب ( ينابيع المودة ) للشيخ القندوزي قال :
« وفي ( المناقب ) عن عبد الله بن الحسن المجتبى ابن علي المرتضى عليهمالسلام عن أبيه جده الحسن السبط قال : خطب جدي صلّى الله عليه وسلّم يوما فقال بعد ما حمد الله واثنى عليه : معاشر الناس اني أدعي فأجيب وانّى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ان تمسكتم بهما لن تضلوا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم ، ولا تخلو الأرض منهم ولو خلت لانساخت بأهلها ، ثم قال : اللهم انك لا تخلى الأرض من حجة على خلقك لئلا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلون عددا ، والأعظمون قدرا عند الله عز وجل ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والحكمة في عقبى وعقب عقبى وفي زرعي وزرع وزرعي الى يوم القيامة ، فاستجيب لي » (١).
وجه الدلالة :
١ ـ أمره صلىاللهعليهوآلهوسلم الامة بالتعلم منهم دليل على أعلميتهم لأنه لو كان فيهم أعلم منهم لأمر بالتعلم منه.
__________________
(١) ينابيع المودة : ٢٠.