وظاهر : ان الأخذ والعمل بأحكام القرآن فرض ، فكذلك العترة ، وهذا هو المطلوب.
لقد جاء هذا الحديث بلفظ « اني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان اعتصمتم به كتاب الله وعترتي ». أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) والخطيب في ( المفترق والمتفق ) كما قال الميرزا محمد البدخشانى : « وأخرجه ابن أبى شيبة والخطيب في المتفق والمفترق عنه ـ اي عن جابر ـ بلفظ : انّى تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان اعتصمتم به : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (١).
وهذا أيضا يدل على وجوب اتباع أهل البيت عليهمالسلام ، لان الاعتصام مرادف للتمسك ، فقد قال المفسرون ـ كالطبرى والثعلبي والواحدي والبغوي والرازي والبيضاوي والخازن والنيسابوري والسيوطي ـ في تفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) « اي تمسكوا » وبتفسير قوله تعالى : ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي « ومن يستمسك ».
وهكذا قال اللغويون أيضا ـ كالراغب في ( المفردات ) وابن الأثير في ( النهاية ) وابن منظور في ( لسان العرب ) والسيوطي في ( النثير ) والزبيدي في ( تاج العروس ) في معنى ( الاعتصام ) فقالوا : « أي الاستمساك » أو « الامتساك بالشيء ».
هذا ، وكما ثبت وجوب الاعتصام بأهل البيت عليهمالسلام بالحديث الشريف كذلك ثبت بالقرآن الكريم حيث قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) إذ جاء في التفسير عن النبي وأهل بيته الطاهرين عليهم الصلاة
__________________
(١) مفتاح النجا ـ مخطوط.