ان حديث : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » حديث أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيحين. واعراضهما عن حديث دليل في رأي جمهور أهل السنة على وضعه ، وقد أوردنا شطرا من كلماتهم الصريحة في ذلك في مجلد ( حديث الطير ) في رد حديث الاقتداء.
انه لو تتبع الخبير سند حديث : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » لوجد رجاله مجروحين مطروحين عند نقاد أهل السنة ورجال الحديث ، وعلى ذلك فان دعوى صحته باطلة.
هذا واني ناقل هذا الحديث أولا من ( سنن أبي داود ) و ( سنن الترمذي ) و ( سنن ابن ماجة ) ثم أذكر أقوالهم في رجاله :
قال ابو داود : « حدثنا أحمد بن حنبل نا الوليد بن مسلم ناثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا : أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممن نزل فيه قوله تعالى : ( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) ـ فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين.
فقال العرباض : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كان هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا ، فانه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فان كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » (١).
__________________
(١) سنن أبى داود ٤ / ٢٨٠.