« ولقد التزمت في هذه الرسالة أن لا انقل في بيان مذهب الشيعة وأصوله وما يخص به الا من كتبهم المعتبرة ... ».
وبمثل هذا صرح في مواضع عديدة منه ... وعلى هذا فان تمسكه برواية « عليكم بسنتي ... » مقابل حديث الثقلين غير صحيح ، ومناف لما التزم به ... فيكون ناكثا عهده ، ومخلفا وعده ....
ان احتجاج ( الدهلوي ) بهذا الحديث في هذا المقام مخالف أيضا لما أفاده والده في كتابه ( قرة العينين ) فلقد قال فيه : « ولا نشتغل في هذه الرسالة بأجوبة الامامية والزيدية ، فان لمناظرتهم منهجا آخر ، لا بأحاديث ( الصحيحين ) وأمثالهما ».
أضف الى هذا : انه إذا كان والده متجنبا ذكر أحاديث الصحيحين في البحث مع الامامية ، فكيف يصح من ( الدهلوي ) ان يتمسك بحديث « عليكم بسنتي ... » ولا أثر له في الصحيحين؟!
ان تلميذ ( الدهلوي ) رشيد الدين خان الدهلوي صرح في كتابه ( الشوكة العمرية ) في كلام له بقوله :
« فقد يكون رواة فرقة معتمدين عندها وهم لدى غيرها مجروحون ، ولهذا فان كل فرقة ترى رواياتها مسلّمة والاخبار المروية عند الفرقة المخالفة ضعيفة.
وهذا واضح ، لان الشيعة الامامية يقدحون في أخبار الفرق المخالفة لها ، وبالاخص في الاخبار التي يرويها أبناء السنة ترويجا لمقاصدهم وعقائدهم ، فان هذه عندهم مقدوحة بطريق أولى ».