يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ... ) الآية ـ في حق ابى بكر ـ مع أنها من الآيات النازلة في حق أمير المؤمنين عليهالسلام كما أثبتنا ذلك في ( المنهج الاول ).
ثم أجاب عن استدلال الشيعة بالآية التالية لها : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... ) بوجوه منها قوله : « وايضا الآية المتقدمة نزلت في ابى بكر كما مر من انه هو الذي حارب المرتدين ، فالمناسب ان تكون هذه ايضا فيه » (١).
لقد عبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في بعض ألفاظ هذا الحديث عن الكتاب وعترته بـ « الخليفتين » ، وهذا لا يدع مجالا للريب في دلالة الحديث على امامة امير المؤمنين عليهالسلام.
وهذا اللفظ رواه جماعة منهم : احمد بن حنبل حيث قال : « حدثنا الأسود ابن عامر ثنا شريك عن الركين عن القسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّى تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود بين السماء الى الأرض ، وعترتي اهل بيتي ، ورواه عن زيد بن ثابت جماعة بهذا اللفظ » (٢).
ومنهم الحموئي في ( فرائد السمطين ) والسخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ) عن احمد ، والسيوطي في ( احياء الميت ٣٠ ) عن احمد والطبراني ، وفي ( البدور السافرة ) عن ابن أبي عاصم ، وفي ( الدر المنثور ٢ / ٦٠ ) في تفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ... ) عن احمد ، وفي ( الجامع الصغير بشرح المناوى ٣ / ١٤ ) عن احمد والطبراني ، والسمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) عن احمد وعبد بن حميد بسند جيد ، والقاري في ( شرح المشكاة ٥ / ٦٠١ ) عن احمد والطبرانيّ ، والشيخانى في ( الصراط السوى ـ
__________________
(١) تفسير النيسابوري ٢ / ٢٨.
(٢) المسند ٥ / ١٨١.