وذكر ابن الجوزي لعبد الله بن داهر بصدد الطعن في حديث الثقلين عجيب جدا ، لأنه لم يقع في سند من أسانيد هذا الحديث الشريف ، وهذه أسانيده وطرقه مذكورة في كتب أعاظم الحفاظ وكبار أعلام أهل السنة ، بل وكذلك عبد الله بن عبد القدوس ، فان وقوعهما في سند هذا الحديث يختص بهذا السند الطريف الذي ذكره ابن الجوزي تمهيدا للطعن فيه ، وكأنّه غافل عن أن المراجعة الواحدة لمسند احمد وصحيح مسلم وصحيح الترمذي يظهر تلبيسه ويكشف سوء نيته.
ولما ذكرنا وغيره استنكر جماعة من اكابر محققيهم وأعاظم محدثيهم إيراد ابن الجوزي حديث الثقلين في كتابه ( العلل المتناهية ) ومنهم :
١ ـ سبطه ، حيث قال في ( التذكرة ) بعد أن نقل الحديث عن مسند احمد : « فان قيل : فقد قال جدك في كتاب ( الواهية ) : أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي ، عن محمد بن المظفر ، عن محمد العتيقى ، عن يوسف بن الدخيل عن ابى جعفر العقيلي ، عن احمد الحلواني ، عن عبد الله بن داهر ، ثنا عبد الله ابن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن ابى سعيد ، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بمعناه. ثم قال جدك : عطية ضعيف ، وابن عبد القدوس رافضي ، وابن داهر ليس بشيء.
قلت : الحديث الذي رويناه أخرجه احمد في ( الفضائل ) ، وليس في اسناده احد ممن ضعفه جدي ، وقد أخرجه ابو داود في سننه والترمذي أيضا وعامة المحدثين ، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح. والعجب كيف خفى عن جدي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ الى آخر ما سبق ».
٢ ـ السخاوي حيث قال بعد إيراد الحديث وتأييده « وتعجبت من