وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي بشرحه : « أي كيف تتمسكون بهما من بعدي » (١).
وقال في ( اللمعات في شرح المشكاة ) بشرحه : « أي تأملوا وتفكروا كيف تكونون خلفائي بعدي عاملين متمسكين بهما ».
وقال الحسام السهارنپوري في ( المرافض ) : ... أي كيف عملكم وتمسككم بهما من بعدي.
وهكذا قال آخرون منهم كالشهاب الدولت آبادي في ( هداية السعداء ) والسندي في ( دراسات اللبيب ).
ولو لم يقل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سوى « انّي تارك فيكم أمرين أحدهما كتاب الله والآخر أهل بيتي » لكفى دليلا على إمامتهم عليهم الصلاة والسّلام.
وذلك لان المتبادر منه : حكموا هذين الأمرين من بعدي واجعلوا أنفسكم محكومين لهما ، تابعين لهما ، منقادين إليهما ، لا أن تحكّموا الكتاب وتحكموا أهل البيت وتجعلوهم تابعين لكم .... فان هذا التفكيك الركيك لا يخطر ببال أحد أبدا ...
لقد روى الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضياللهعنه حديث الثقلين في لفظ يدل بوضوح على امامة أهل البيت عليهمالسلام ، فقد جاء في ( ينابيع المودة ) ما نصه : « أيضا : عن سليم بن قيس الهلالي ، قال بينا أنا وجيش [ حنش ظ ] بن المعتمر بمكة إذا قام أبو ذر وأخذ بحلقة باب الكعبة فقال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر فقال : أيها
__________________
(١) أشعة اللمعات ٤ / ٦٨١.