ـ عن أبي سعيد ، مردود بتوثيق ابن سعد له ، فقد قال ابن حجر العسقلاني : « قال ابن سعد : خرج عطية مع ابن الأشعث ، فكتب الحجاج الى محمد بن القاسم أن يعرضه على سب علي ، فان لم يفعل فاضربه أربعمائة سوط وأحلق لحيته فاستدعاه ، فأبى أن يسب ، فأمضى حكم الحجاج فيه ، ثم خرج الى خراسان فلم يزل بها حتى ولي عمر بن هبيرة العراق ، فقدمها فلم يزل بها الى أن توفي سنة ١١٠ ، وكان ثقة إن شاء الله تعالى ، وله أحاديث صالحة ، ومن الناس من لا يحتج به » (١).
وليعلم أن توثيق ابن سعد ـ مع عداوته الكثيرة وبغضه الشديد لأهل البيت عليهمالسلام الى حد ضعف الامام جعفر الصادق عليهالسلام ، ووصف روايته بالاختلاف والاضطراب ، الى غير ذلك من آيات اعراضه عن أهل البيت والأئمة الطاهرين منهم ـ لعطية هذا دليل قاطع على صحة روايته ، ومن لم يحتج به فأولئك أشد حرورية واعوجاجا من ابن سعد.
ان عطية هذا من رجال أحمد بن حنبل في ( مسنده ) ـ كما ستعرف ـ وأحمد لا يروى الا عن ثقة ، كما قال التقي السبكي في مقام توثيق رجال سند حديث : « من زار قبري وجبت له شفاعتي » وهو الحديث الاول من الباب الاول من كتابه ، قال بعد كلام له : « وأحمد رحمهالله لم يكن يروي الا عن ثقة ، وقد صرح الخصم [ يعنى ابن تيمية ] بذلك في الكتاب الذي صنفه في الرد على البكري بعد عشر كراريس منه ، قال : ان القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان ، منهم من لم يرو الا عن ثقة عنده كما لك .. وأحمد بن حنبل .. وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤنة تبيين أن أحمد لا يروى الا عن ثقة ، وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه » (٢).
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٦.
(٢) شفاء الأسقام ١٠ ـ ١١.