ومن تتبع كلمات علماء الرجال علم أن أكثر رجاله مضعّفون :
وهو الذي عليه مدار هذا الحديث فلا شك في كونه كذابا ، إذ كان يدعي انه ربع الإسلام ، هذا باطل محض ، وكذب بحت ، لا يشك في ذلك ولا يرتاب من وقف على الآثار والأحاديث المذكورة في كتب أهل السنة ، في ذكر السابقين الى الإسلام.
ومن الغريب : ان عمرو بن عبسة ايضا كان يقول : أنا ربع الإسلام ، وهذا ما دعى محمد بن عوف الى أن يقول : « لا ندري أيهما اسلم قبل صاحبه » والحال ان دعوى كل منهما بالنظر الى تكذيب أحدهما الآخر باطلة.
قال ابن حجر العسقلاني : « قال محمد بن عوف : كل واحد من العرباض ابن سارية وعمرو بن عبسة يقول : أنا ربع الإسلام ، لا ندري أيهما أسلم قبل صاحبه » (١).
ومما يدل على كذب العرباض قوله « عتبة خير منى سبقني الى النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ».
فقد قال ابن الأثير وابن حجر واللفظ للأول بترجمة عتبة بن عبد : « أخبرنا ابو ياسر بن هبة الله بأسناده عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبى ، حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح ابن عبد قال : كان عتبة يقول : عرباض خير مني ، وعرباض يقول : عتبة خير مني سبقني الى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بسنة » (٢).
__________________
(١) اسد الغابة ٣ / ٣٦٢ ، الاصابة ٢ / ٤٤٧.
(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ١٧٤.