قال الذهبي بترجمة مسلم : « وقال مكي بن عبدان : سمعت مسلما يقول : عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة ، فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته ، وكل ما قال انه صحيح ليس له علة فهو الذي أخرجت ، ولو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فمدارهم على هذا المسند » (١).
وكذا نقل عن مكي قوله هذا النووي في ( المنهاج في شرح مسلم بن الحجاج ١ / ٢١ ).
فإذا عرفت ذلك ، فانه يلزم أن يكون حديث الثقلين المخرج في ( صحيح ) مسلم بطرق عديدة عاريا عن كل علة وسبب ، وبعد هذا فلا يتردد عاقل في إبطال كلام ابن الجوزي.
١ ـ السمعاني : « وكان اماما ربانيا متقنا حافظا مكثرا صدوقا. قدم بغداد غير مرة وجالس أحمد بن حنبل وذاكره وكثرت الفوائد في مجلسهما ، روى عنه : مسلم بن الحجاج ، وأبو ابراهيم إسحاق الحربي ، وعبد الله بن أحمد ابن حنبل ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان ، وابن أخيه ، وابن أخته أبو محمد عبد الرحمن بن أبى خليفة الرازي. وحكى عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال : لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي ، وكان كثير المذاكرة له ، سمعت أبي يوما يقول : لما صليت الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي. وذكر عبد الله بن أحمد قال : قلت لابي : يا أبة من الحفاظ قال : يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا. قلت : من هم يا أبة؟ قال : محمد بن اسماعيل ذاك البخاري ، وعبيد الله بن
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٧.