عليها » (١).
وقال فيه أيضا : « ومن حقق نظره في ( صحيح ) مسلم رحمهالله واطلع على ما أودعه في أسانيد وترتيبه ، وحسن سياقته وبديع طريقه من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق ، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الروايات ، وتلخيص الطرق واختصارها ، وضبط متفرقها وانتشارها ، وكثرة اطلاعه واتساع روايته ، وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات ، واللطائف الظاهرات والخفيات ، علم أنه امام لا يلحقه من بعد عصره ، وقل من يساويه بل يدانيه من أهل عصره ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم » (٢).
كل هذه الكلمات تفيد كمال ورع مسلم ونهاية احتياطه في الرواية ، ومن ثم عرض مسلم كتابه على أبى زرعة الرازي ، ثم أسقط الأحاديث التي أشار عليها كما ستقف عليه ان شاء الله.
فكيف يجوّز أحد من اهل السنة وهن حديث الثقلين ـ فضلا عن وضعه ـ وقد رواه هذا الرجل العظيم في كتابه العظيم؟
لقد روى هذا الحديث الشريف الترمذي في ( صحيحه ) وهو أحد الصحاح الستة ، رواه بطرق عديدة عن جابر ، وزيد بن أرقم ، وأبي ذر ، وأبي سعيد ، وحذيفة.
ولجامع الترمذي هذا مكانة مرفوعة ومرتبة جليلة ، حتى قال جامعه الترمذي في شأنه : « من كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » نقل عنه هذه الكلمة جماعة كابن الأثير ، والذهبي ، وولي الدين الخطيب ،
__________________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩٠.
(٢) تهذيب الأسماء ٢ / ٩١.