وأفعاله وفي أحوال الصحابة ، مثل ( الصحاح السنة ) التي اتفق الشرق والغرب على صحتها ، وشراحها كالخطابي والبغوي والنووي اتفقوا عليه ، فبعد ملاحظته ينظر من الذي تمسك بهديهم واقتفى أثرهم » (١).
وهذا المقدار كاف لاثبات فساد ما زعمه ابن الجوزي.
قال أبو مهدي الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) بترجمة مسلم : « وكان الحافظ أبو علي النيسابوري يقدم صحيحه على سائر التصانيف وقال : ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. واليه جنح بعض المغاربة ، ومستندهم أنه شرط ألا يكتب في صحيحه الاّ ما رواه تابعيان ثقتان عن صحابيين ، وكذا وقع في تبع التابعين وسائر الطبقات الى أن ينتهى اليه ، مراعيا في ذلك ما لزم في الشهادة ، وليس هذا من شرط البخاري ».
وكذا قال ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ) بترجمة مسلم ، ثم قال بعد كلام له : « وبالجملة فانه قد انتخب صحيحه هذا من بين ثلاثين ألف حديث مسموع ، محتاطا متورعا فيه غاية الاحتياط والورع ».
١ ـ السمعاني : « وذكرت من حفاظ الحديث واحدا عرف به ، وهو أبو علي الحافظ النيسابوري. واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في ( تاريخ نيسابور ) فقال : أبو علي الحافظ النيسابوري ، ذكره في الشرق كذكره بالغرب ، تقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف ، وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في البلد » (٢).
__________________
(١) شرح المشكاة للطيبى ـ مخطوط ـ.
(٢) الأنساب ـ الحافظ.