١ ـ لقد احتج الامام الحسن عليهالسلام ـ بعد بيعة الناس له بالخلافة ـ بحديث الثقلين في اثبات احقيته بها ، روى ذلك الشيخ القندوزى فقال : « وفي ( المناقب ) عن هشام بن حسان قال : خطب الحسن بن على عليهالسلام بعد بيعة الناس له بالأمر فقال :
نحن حزب الله الغالبون ، ونحن عترة رسوله الأقربون ، ونحن أهل بيته الطيبون ، ونحن أحد الثقلين الذين خلفهما جدي صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمته ونحن ثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه فالمعول علينا [ في ] تفسيره ولا تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه ، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة ، قال جل شأنه : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) وقال عز وجل : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) واحذروا الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين » (١).
وفيه براهين قاطعة على المطلوب :
١ ـ قوله : « نحن حزب الله الغالبون » يدل على أفضليتهم ، وهي دليل الامامة ، كما ان فيه إشارة الى قوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ).
٢ ـ قوله : « ونحن عترة رسوله الأقربون » يثبت أفضليتهم عليهمالسلام وفيه إيماء الى الأحاديث الواردة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في فضل العترة.
٣ ـ قوله : « ونحن أهل بيته الطيبون » فيه إيماء لطيف الى نزول آية التطهير في حقهم ، ولا يخفى دلالتها على عصمتهم وإمامتهم.
__________________
(١) ينابيع المودة ٢١.