لقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : « وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » الامة بالتمسك بأهل البيت عليهم الصلاة والسّلام.
وبهذا صرح جماعة من علمائهم ، فقد قال المناوي في ( فيض القدير ) بشرح العبارة : « وفي هذا مع قوله أولا : « انّي تارك فيكم » تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن معاملتهما وايثار حقهما على أنفسهم والاستمساك بهما في الدين ، أما الكتاب فلانه معدن للعلوم الدينية والحكم الشرعية وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق ، وأما العترة فلان العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين فطيب العنصر يؤدي الى حسن الأخلاق ، ومحاسنها تؤدي الى صفاء القلب ونزاهته وطهارته ».
وبمثله قال الزرقاني.
وقال الشهاب الدولت آبادي : « أي فيشهدان لمن كان محبا لهما وعلى من كان معاديا ، ومن أطاع أمري فيهما وتمسك بهما ومن ترك وخالف ».
وهكذا قال محمد مبين في ( وسيلة النجاة ) ...
قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما » دليل آخر على وجوب أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وقد صرح بذلك جماعة من علماء أبناء السنة :
فقد قال الشهاب الخفاجي في شرحه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما » أي بعد وفاتي انظروا عملكم بكتاب الله واتباعكم لأهل بيتي ورعايتهم وبرهم بعدي ، فان ما يسرهم يسرني وما يسوؤهم يسؤني » (١).
وبمثله قال الزرقاني في ( شرح المواهب ).
__________________
(١) نسيم الرياض ٣ / ٤١٠.