( المعجم الكبير ) والبغوي في ( المصابيح ) وابن الأثير في ( جامع الأصول ) والقاضي عياض في ( الشفاء ) ... كما لا يخفى على من راجع ( قسم السند ).
ومن المعلوم ان الأخذ معناه الاقتداء والعمل ، كالتمسك والاعتصام : ـ قال القاري : « والمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على مقالتهم » (١).
وقال الشهاب الخفاجي : « وقال صلّى الله عليه وسلّم : « ما ان أخذتم به » أي تمسكتم وعملتم واتبعتموه ... » (٢).
هذا وبمثل ما ذكرنا من معنى لفظ « الأخذ » ودلالته صرح الصديق حسن في ( السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ) بشرح حديث زيد بن أرقم ، قال : « ومسألة تحريم الزكاة على أهل البيت لها موضع غير هذا الموضع ، والمقصود هنا بيان فضيلتهم وأنهم قسيم كتاب الله في التعظيم والإكرام وفي التسمية بالثقل ، وأنه لا بد من الأخذ بهما فإنهما لا يفترقان حتى يردا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحوض ».
وهكذا صرح السندي بشرح حديث زيد أيضا ، قال : « فحملنا قوله « أذكركم الله » على مبالغة التثليث فيه على التذكير بالتمسك بهم والردع عن عدم الاعتداد بأقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وفتياهم وعدم الأخذ بمذهبهم » (٣).
لقد بين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله « لن تضلوا ان اتبعتموهما » وجوب اتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وأنه مانع عن الضلال الى يوم القيامة وهذا المعنى يلازم الامامة الحقة والخلافة الشرعية.
__________________
(١) المرقاة ٥ / ٦٠٠.
(٢) نسيم الرياض ٣ / ٤١٠.
(٣) دراسات اللبيب ٢٣٢.