الكفر والعصيان (لا مَرَدَّ لَهُ) أي لا رجوع له ولا بد من وقوعه (مِنَ اللهِ) يتعلق بقوله : يأتي أو بقوله لا مردّ له أي لا يرده الله (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) من الصدع وهو الفرقة أي يتفرقون : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى : ٧] (فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) أي يوطنون وهو استعارة من تمهيد الفراش ونحوه ، والمعنى أنهم يعملون ما ينتفعون به في الآخرة (لِيَجْزِيَ) يتعلق بيمهدون أو يصدعون ، أو بمحذوف (مُبَشِّراتٍ) أي تبشر بالمطر (وَلِيُذِيقَكُمْ) عطف على مبشرات كأنه قال : ليبشركم وليذيقكم ويحتمل أن يتعلق بمحذوف تقديره : ليذيقكم (مِنْ رَحْمَتِهِ) أرسلها (وَكانَ حَقًّا) انتصب حقا لأنه خبر كان واسمها نصر المؤمنين ، وقيل : اسمها مضمر يعود على مصدر انتقمنا : أي وكان الانتقام حقا ، فعلى هذا يوقف على حقا ويكون نصر المؤمنين مبتدأ وهذا ضعيف.
(فَتُثِيرُ سَحاباً) أي تحركها وتنشرها (كِسَفاً) أي قطعا ، وقرئ بإسكان السين وهما بناءان للجمع ، وقيل : معنى الإسكان أن السحاب قطعة واحدة (الْوَدْقَ) هو المطر (مِنْ خِلالِهِ) الخلال الشقاق الذي بين بعضه وبعض ، لأنه متخلل الأجزاء والضمير يعود على السحاب (مِنْ قَبْلِهِ) كرر للتأكيد وليفيد سرعة تقلب قلوب الناس من القنوط إلى الاستبشار (لَمُبْلِسِينَ) أي قانطين كقوله : ينزل الغيث من بعد ما قنطوا (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) الضمير للنبات الذي ينبته الله بالمطر ، والمعنى لئن أرسل الله ريحا فاصفر به النبات لكفر الناس بالقنوط والاعتراض على الله ، وقيل : الضمير للريح ، وقيل : للسحاب والأول أحسن في المعنى (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) الآية : استعارة في عدم سماع الكفار للمواعظ والبراهين ، فشبه الكفار بالموتى في عدم إحساسهم (خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) الضعف الأول كون الإنسان من