أمر الله : القيامة ، وقال ابن عطية : المعنى إذا أراد الله إرسال رسول قضي ذلك ، ويحتمل أن يريد بأمر الله إهلاك المكذبين للرسل لقوله (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) هنالك في الموضعين يراد به الوقت والزمان ، وأصله ظرف مكان ثم وضع موضع ظرف الزمان (الأنعام) هي الإبل والبقر والضأن والمعز ، فقوله (لِتَرْكَبُوا مِنْها) يعني الإبل ، ومنها تأكلون يعني اللحوم والمنافع منها اللبن والصوف وغير ذلك (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً) يعني قطع المسافة البعيدة ، وحمل الأثقال على الإبل ، وتحملون يريد الركوب عليها وإنما كرره بعد قوله : لتركبوا منها لأنه أراد الركوب الأول المتعارف في القرى والبلدان وبالحمل عليها ، الأسفار البعيدة ، قاله ابن عطية (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) هذا عموم بعد ما قدم من الآيات المخصوصة ولذلك وبخهم بقوله : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) الضمير يعود على الأمم المكذبين وفي تفسير علمهم وجوه : أحدها أنه ما كانوا يعتقدون من أنهم لا يبعثون ولا يحاسبون ، والثاني أنه علمهم بمنافع الدنيا ووجوه كسبها ، والثالث أنه علم الفلاسفة الذين يحتقرون علوم الشرائع وقيل : الضمير يعود على الرسل ، أي فرحوا بما أعطاهم الله من العلم بالله وشرائعه أو بما عندهم من العلم بأن الله ينصرهم على من يكذبهم ، وأما الضمير في : وحاق بهم فيعود على الكفار باتفاق ، ولذلك ترجح أن يكون الضمير في فرحوا يعود عليهم ليتسق الكلام (سنة الله) انتصب على المصدرية والله سبحانه أعلم.