الصدقة قبل مناجاته عليهالسلام ، واختلف هل كان هذا النسخ بعد أن عمل بالآية أم لا؟ فقال قوم : لم يعمل بها أحد وقال قوم : عمل بها عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه روي أنه كان له دينار فصرفه بعشرة دراهم وناجاه عشر مرات ، تصدق في كل مرة منها بدرهم. وقيل : تصدق في كل مرة بدينار ، ثم أنزل الله الرخصة لمن كان قادرا على الصدقة ، وأما من لم يجد فالرخصة لم تزل ثابتة له بقوله : فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم (وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) التوبة هنا يراد بها عفو الله عنهم في تركهم للصدقة التي أمروا بها ، أو تخفيفها بعد وجوبها (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) أي دوموا على هذه الأعمال التي هي قواعد شرعكم ، دون ما كنتم قد كلفتم من الصدقة عند المناجاة.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) نزلت في قوم من المنافقين تولوا قوما من اليهود ، وهم الذين غضب الله عليهم (ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ) يعني أن المنافقين ليسوا من المسلمين ، ولا من اليهود فهو كقوله فيهم (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ)(وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) يعني أن المنافقين كانوا إذا عوتبوا على سوء أقوالهم وأفعالهم حلفوا أنهم ما قالوا ، ولا فعلوا وقد صدر ذلك منهم مرارا كثيرة وهي مذكورة في السير وغيرها (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) أصل الجنة ما يستتر به ويتقى به المحذور كالترس ، ثم استعمل هنا استعارة لأنهم كانوا يظهرون الإسلام لتعصم دماؤهم وأموالهم ، وقرئ اتخذوا بكسر الهمزة (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) أي غلب عليهم وتملك نفوسهم (فِي الْأَذَلِّينَ) أي في جملة الأذلين : أي معهم (كَتَبَ اللهُ) أي قضى وقدر.
(لا تَجِدُ قَوْماً) الآية : معناها لا تجد مؤمنا يحب كافرا ولو كان أقرب الناس إليه ، وهذه حال المؤمن الصادق الإيمان ، ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يقاتلون آباءهم وأبناءهم وإخوانهم إذا كانوا كفارا ، فقد قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه يوم أحد ، وقتل مصعب بن عمير أخاه عزيزا بن عمير يوم أحد ، ودعا أبو بكر الصديق ابنه يوم بدر للبراز فأمره النبي صلىاللهعليهوسلم أن يقعد ، وقيل : إن الآية نزلت في حاطب حين كتب إلى المشركين يخبرهم بأخبار رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والأحسن أنها على العموم ، وقيل : نزلت فيمن يصحب