(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) نزلت هذه الآية في صناديد قريش ، كأبي جهل وغيره مر بهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وجماعة من المؤمنين ، فضحكوا منهم واستخفوا بهم (وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) أي يغمز بعضهم إلى بعض ويشير بعينيه ، والضمير في مروا يحتمل أن يكون للمؤمنين أو للكفار ، والضمير في يتغامزون للكفار لا غير فاكهين (١) من الفكاهة وهي اللهو ، أي يتفكرون بذكر المؤمنين ، والاستخفاف بهم قاله الزمخشري. ويحتمل أن يريد يتفكهون بنعيم الدنيا (وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) أي إذا رأى الكفار المؤمنين نسبوهم إلى الضلال ، وقيل : إذا رأى المؤمنون الكفار نسبوهم إلى الضلال والأول أظهر وأشهر (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ) أي ما أرسل الكفار حافظين على المؤمنين ، يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم ، وكأنه قال كلامهم بالمؤمنين فضول منهم (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) يعني باليوم يوم القيامة إذ قد تقدم ذكره ، فيضحك المؤمنون فيه من الكفار ، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) معنى ثوب جوزي يقال : ثوبه وأثابه إذا جازاه. وهذه الجملة يحتمل أن تكون متصلة بما قبلها في موضع مفعول ينظرون ، فتوصل مع ما قبلها أو تكون توقيفا [سؤالا] فيوقف قبلها ويكون معمول ينظرون محذوفا حسبما ذكرنا في ينظرون الذي قبل هذا وهذا أرجح لاتفاق الموضعين.
__________________
(١). قرأ حفص وحده : فكهين بدون ألف ، والمعنى واحد.