يتولى عذاب الكفار ولا يكله إلى أحد ، ومن قرأ بالفتح فالضمير للإنسان أي لا يعذّب أحد مثل عذابه ، ولا يوثق أحد مثل وثاقه ، وهذه قراءة الكسائي وروي أن أبا عمرو رجع إليها وهي قراءة حسنة ، وقد رويت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) أي الموقنة يقينا قد اطمأنت به بحيث لا يتطرق إليها شك في الإيمان ، وقيل : المطمئنة التي لا تخاف حينئذ. ويؤيد هذا قراءة أبيّ بن كعب يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ) هذا الخطاب والنداء يكون عند الموت ، وقيل : عند البعث وقيل : عند انصراف الناس إلى الجنة أو النار ، والأول أرجح ، لما روي أن أبا بكر سأل عن ذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال له : يا أبا بكر إن الملك سيقولها لك عند موتك (راضِيَةً) معناه راضية بما أعطاها ، أو راضية عن الله ، ومعنى المرضية مرضية عند الله ، أو أرضاها الله بما أعطاها (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) أي أدخلي في جملة عبادي الصالحين. وقرئ فادخلي في عبدي بالتوحيد [الإفراد] معناه ادخلي في جسده وهو خطاب للنفس ، ونزلت هذه الآية في حمزة. وقيل : في خبيب بن عدي الذي صلبه الكفار بمكة ، ولفظها يعم كل نفس مطمئنة.