فعل مضمر ثم قال (والمؤتون الزّكوة) [النّساء : الآية ١٦٢] فيكون رفعا على الابتداء أو بعطفه على «الراسخين». قال الشاعر : [الكامل]
لا يبعدن قومي الذين هم |
|
سمّ العداة وآفة الجزر (١) |
النازلين بكلّ معترك |
|
والطّيّبون معاقد الأزر |
ومنهم من يقول «النازلون» و «الطيبين». ومنهم من يرفعهما جميعا وينصبهما جميعا كما فسرت لك. ويكون (الصّبرين) معطوفا على (ذوى القربى) [الآية ١٧٧] (وآتى الصابرين).
وقال (فى البأسآء والضّرّآء) [الآية ١٧٧] فبناه على «فعلاء» وليس له «أفعل» لأنه اسم ، كما قد جاء «أفعل» في الأسماء ليس معه «فعلاء» نحو «أحمد». وقد قالوا «أفعل» في الصفة ولم يجىء له «فعلاء» ، قالوا : «أنت من ذاك أوجل» و «أوجر» ولم يقولوا : «وجلاء» ولا «وجراء» وهما من الخوف. ومنه «رجل أوجل» و «أوجر».
وقال (فاتباع بمعروف وأداء إليه بإحسان) [الآية ١٧٨] أي : «فعليه اتباع بالمعروف أو أداء إليه بإحسان» على الذي يطلب.
وقال (إن ترك خيرا الوصيّة للولدين والأقربين) [الآية ١٨٠] ف (الوصيّة) [الآية ١٨٠] على الاستئناف ، كأنه ـ والله أعلم ـ (ان ترك خيرا) فالوصية (للولدين والأقربين بالمعروف حقّا) [الآية ١٨٠].
وقال (كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم) [الآية ١٨٣].
ثم قال (أيّاما) [الآية ١٨٤] أي : كتب الصّيام أياما. لأنّك شغلت الفعل بالصيام حتى صار هو يقوم مقام الفاعل ، وصارت الأيّام كأنك قد ذكرت من فعل بها.
وقال (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) [الآية ١٨٤] يقول «فعليه عدّة» رفع ، وإن شئت نصبت «العدّة» على «فليصم عدّة» إلّا أنّه لم يقرأ.
(ولتكملوا العدّة) [الآية ١٨٥] وهو معطوف على ما قبله كأنه قال «ويريد
__________________
(١) تقدم البيت الثاني مع تخريجه برقم ٦٧.